لدى الرئيسة «الديمقراطية» لمجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي شيء يسمح لها أن تثير أعصاب الرئيس دونالد ترامب بطريقة لا يستطيع شخص آخر القيام بها. فقد أعلنت يوم الخميس الماضي قائلة «أدعو لرئيس الولايات المتحدة. أتمنى لو تدخلت أسرته أو إدارته أو فريق عمله لصالح البلاد. ربما يريد الحصول على عطلة». وترامب رد عليها بالقول «إنني عبقري مستقر للغاية».
وتقاذف الإهانات مع ترامب ليس مسعى منتجاً، لكن بيلوسي تمثل أداة إحباط خطيرة لرئيس نجح في إصابة جميع من حوله بالحيرة، لكن موهبة بيلوسي الفريدة تتمثل في القدرة على التركيز على الهدف النهائي. وهدفها الحالي هو ضمان أن تضمن أن يترك الرئيس المكتب البيضاوي بأكبر درجة ممكنة من السرعة. وهذا يعني أن بيلوسي يتعين أن تقوم بأمرين في وقت واحد وهما: إبقاء ترامب في حالة عدم توازن وتقييد التكتل «الديمقراطي الذي يحث على القيام بمسعى استباقي نحو توجيه الاتهام للرئيس.
وبيلوسي تعلم أنه ما لم يتوافر دعم هائل من الحزبين لمسعى توجيه الاتهام، فسينتهي الأمر بتبرئة ساحة ترامب في مجلس الشيوخ، وهذا سيساعده فحسب على الفوز بفترة ولاية رئاسية أخرى مدتها أربع سنوات. فقد أخبر «ديمقراطيين» بارزين في اجتماع خاص «أنه يريد توجيه الاتهام إليه حتى يبرئ مجلس الشيوخ ساحته»، لكن رئيسة مجلس النواب تجادل من أجل سلوك طريق آخر، وهو استمرار رقابة الكونجرس والاعتماد على المحاكم في الوقت الذي تسعى فيه ست لجان مختلفة بمجلس النواب للحصول على وثائق وشهادة من إدارة تماطل. صحيح أن هذا أقل من أن يرضي الذين يتوقون إلى تدشين إجراءات توجيه الاتهام أو الذين يجادلون بأن أي شيء أقل من هذا يمثل تقصيراً في واجب الكونجرس في إخضاع ترامب للمساءلة، لكنه الطريق المرجح لإلحاق الهزيمة بترامب عام 2020.
وسيكون من حكمة التكتل «الديمقراطي» أن يثق ببصيرة بيلوسي وخبرتها. إنها صبورة ومنضبطة وقادرة على الصمود. فلم تصعد امرأة في تاريخ الولايات المتحدة إلى منصب أكثر نفوذاً في الحكومة من المنصب الذي تحتله بيلوسي للمرة الثانية الآن. وفي أول فترة لها، ذكر باحثون في شؤون الكونجرس أن بيلوسي من بين أكثر رؤساء مجلس النواب نفوذاً في التاريخ الحديث.
*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»